الاخبار

لماذا الجلاء وليس الاستقلال .. وكيف كان للانكليز “الفضل” في ان تنال سوريا استقلالها مرتين .. ؟!

[ad_1]

لماذا نقول عيد الجلاء .. وليس عيد الاستقلال .. متى اعلن استقلال سوريا .. وكيف ولماذا لا نحتفل بهذا التاريخ .. وما هو “فضل” الانكليز على السوريين في الحصول على استقلالهم مرتين في اقل من 25 سنة.؟

في المرة الاولى نجح الانكليز في الانتصار على العثمانيين (وكنا جزءا من دولتهم)  في الحرب العالمية الاولى ، ودخلت قوات الجنرال الانكليزي اللنبي دمشق في2 تشرين الاول من العام 1918 بعد معارك دامت حوالي ثلاث سنوات بين قواته التي دخلت من سيناء مصر وبين الجيش العثماني الذي كان يدافع عن فلسطين وتاليا حاولت ( القوات العثمانية)  الدفاع عن كل البلدات من حيفا الى حلب ولكنها لم تنجح بذلك.

سقطت القدس في 4 كانون الاول عام 1917 بعد معركة اسطورية دامت عام ونصف العام ضعف فيها الجيش العثماني بسبب اشغال قواته في الجزيرة العربية بالحرب مع قوات الشريف الحسين الذي تحالف مع الانكليز ( كانت الحجاز جزءا من الدولة العثمانية والشريف حسين وال معين من السلطات العثمانية لادارتها ) ، فاصبح الجيش العثماني يقاتل على جبهتين، فلسطين والجزيرة العربية وخسر المعركة امام الحلفاء ( فرنسا وبريطانيا) وكان للسوريين ان وجدوا نفسهم لاول مرة في التاريخ خارج دولة تحكمهم في تشرين الاول 1918.

تأسست الدولة السورية الاولى باسم “المملكة السورية العربية” وتوج على رأسها الملك فيصل في 8 اذار 1920 وكان هذا عيد الاستقلال الاول لسوريا .

لم تقبل فرنسا بهذا كما نعلم واعطي فيصل تعليمات من بريطانيا ليتخلى عن منصبه ، وفعل ذلك وتوجه الى فلسطين بعدها عينته بريطانيا ملكا على العراق.

 

اما الاستقلال الثاني ..

كانت فرنسا كما نعلم دولة انتداب في سوريا منذ تموز 1920 ، ودخلت الحرب العالمية الثانية في ايلول 1939 الى جانب حليفتها التقليدية بريطانيا طبعا تحالفت معهم روسيا والولايات المتحدة فيما كانت المانيا تقود المحور الاخر مع ايطاليا واليابان ..

باختصار .. احتلت المانيا فرنسا في العام 1940 وعينت حكومة موالية لها وفق اتفاق عقد في مدينة “فيشي” الفرنسية واصبحت الحكومة الموالية لهتلر هي حكومة فيشي ..

وتشكلت معارضة للاحتلال الالماني ابقى على تحالفه مع بريطانيا وسميت قوات هذه المعارضة بقوات “فرنسا الحرة” ..

نظريا المستعمرات الفرنسية والدول الواقعة تحت الانتداب الفرنسي كانت تابعة لحكومة فيشي التابعة عمليا لالمانيا في بداية الحرب العالمية الثانية ..  ، وهي( قوات فيشي ) في حالة حرب مع قوات فرنسا الحرة وبريطانيا، الحرب التي لم تبقى محصورة طبعا في اوربا وانما امتدت لكل الاراضي التي تتبع لهذه الدول ..

ما يهمنا نحن،  انه ايضا صراع حصل في سوريا بين الموالين لفيشي والموالين لفرنسا الحرة وكان الامر مستتب بشكل كبير للقوى الاولى قبل التدخل الانكليزي،  اي فيشي الموالية لهتلر حتى العام 1941

مجلة متخصصة في الحرب العالمية الثانية تشير الى الصراع التراجيدي الذي تم بين قوات فرنسا الحرة وقوات فيشي الفرنسية ايضا في سوريا 

 


في نهاية ربيع ذاك العام شنت القوات البريطانيا ومعها قوات فرنسا الحرة هجموا على القوات الفرنسية ( الفيشية ) من عدة محاور من لبنان وفلسطين والاردن والعراق ..

خريطة تبين المحاور التي شنت فيها بريطانيا الهجوم على قوات فيشي الفرنسي في سوريا ( نيوزويك 1941)

 


وبالفعل في 30 حزيران من العام 1941 دخلت قوات الفيلق الهندي البريطاني الى دمشق مرة اخرى ( كانت الاولى كما ذكرنا في العام 1918 ايام العثمانيين ) وتم توقيع اتفاق يتسلم في ادارة سوريا لقوات سوريا الحرة وعين الجنرال جورج كاترو الذي كان قائد القوات مندوبا ساميا على سوريا.

صورة تاريخية للجنرال ويلسن الانكليزي الذي كان حاكم عسكري في منطقة الشرق الاوسط في الحرب العالمية الثانية وجانبه الى اليسار الجنرال كاترو الفرنسي قائد قوات فرنسا الحرة ، يتسلم الحكم من ضباط قوات فيشي في سوريا في 14 تموز عام 1941.


واعلن استقلال سوريا رسميا ( والحقيقة انها كانت رغبة بريطانية ) في 27 ايلول من العام 1941 ، كنتيجة غير مباشرة لهزيمة قوات فرنسا الرسمية ( فيشي ) وظرف الحرب العالمية الثانية التي امتدت حتى العام 1945.

ولو ان المكان هنا لا يتسع لشرح اضافي ولكن مفهوم الاستعمار المباشر كله تغير مع الحرب العالمية الثانية وتخلت الدول العظمى عن هذا النوع من السيطرة وانتقلت الى غيره.

ما الذي حصل بين ايلول  1941 العام الذي استقلت به سوريا والجلاء الذي حصل في نيسان 1946 ..

ايضا باختصار ، سوريا لم تكن دولة قائمة قبل الانتداب الفرنسي كل شيء اسس فيها كان بمعرفة فرنسا وتدبيرها .. وكان الظرف العام ظرف حرب كبرى حصلت سوريا على استقلالها في خضمها .. كان لا بد من ان يستغرق الامر السنوات الخمس هذه تقريبا لعملية الاستلام والتسليم ..

وايضا يجب ان نعترف ان تسليم السلطات الى السوريين لم يكن رغبة فرنسية خالصة وكان بضغط من بريطانيا التي كانت عمليا تحكم المنطقة من مصر في الحرب العالمية الثانية ( كما كانت كذلك في الحرب العالمية الاولى ) وتم تسليم السلطات تدريجيا للحكومة السورية وتنظيم العلاقة بين سوريا وفرنسا على الاسس الجديدة ، وكان اخر المؤسسات التي سلمت للسوريين هي الجيش الذي سلم في 1 اب من العام 1945 .. ( وهو عيد الجيش ) ..

وخرج اخر جندي فرنسي من سوريا في منتصف نيسان من العام 1946 واتفق على تسمية 17 نيسان عيدا للجلاء ..

نضال معلوف

غلاف مجلة نيوزويك حزيران 1941 تنشر تحقيقا عن معركة بريطانيا في سوريا ضد قوات فيشي الفرنسية

 


صور للمعارك التي حصلت بين قوات فرنسا الحرة الحليفة لبريطانيا وبين قوات فيشي الفرنسية حليفة المانيا في سوريا

 



 

 

 

 



[ad_2]
Source link

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى